ومن روما بلد أشهر المحبين في تاريخ البشرية "روميو وجولييت" صدرت شهادة علمية بوفاة الحب، والرومانسية، وهي ليست عن عاشق مجروح، ولكن جاءت على لسان أحد الدراسات العلمية التي أثبتت أن العمر الافتراضي للحب لا يزيد عن عام واحد فقط من اشتعال جذوته، مما ينفي هرشة السنة السابعة التي يعتقد أن شعلة الحب تنطفئ عندها.وأثبتت الدراسة العلمية الإيطالية أن الحب الرومانسي لا يدوم لأكثر من عام واحد بقليل، ثم يتلاشى، وتخفت جذوته ويتحول إلى ذكريات.
والتفسير العلمي لهذه النتائج - وفق باحثين بجامعة بافيا - تشير إلى أن كيمياء المخ قد تكون مسؤولة عن شرارة الحب الأولى، وارتفاع معدلات بروتين معين، يطلق عليه "نيروتروفينز"، له علاقة بمشاعر النشوة.
واستندت هذه الدراسة إلى اختبارات أجريت على مجموعة من الناس في علاقات قصيرة وطويلة أو بدون علاقة، ووُجد من خلالها أن معدل هذا البروتين يتباين، ووجدت الدراسة أن معدل البروتين كان مرتفعاً لدى بدء العلاقة، في حين تراجع إلى المعدل الطبيعي بعد مرور عام عليها.
وقال الباحث برجلويجي بوليتي "إن ذلك لا يعني اختفاء الحب، وإنما يعني فقط أن جذوة الحب لم تعد متقدة، فالحب بات أكثر استقراراً، يبدو أن الحب الرومانسي انتهى".
وأضاف قائلا " من هذه الدراسة يتبين أن كيمياء المخ التي تلعب دوراً في تغير المزاج تتغير ما بين بداية العلاقة وأخذها منحى أكثر استقرارا".
وقال الدكتور لانس وركمان أستاذ الطب النفسي "إن الحب الرومانسي يخفت بعد سنوات قليلة ويتحول إلى عشرة، ولاشك أن عوامل بيولوجية معينة تلعب دوراً في ذلك".
ومن الحقائق التي يبرزها العلم حول الحب أيضاً أن الوقوع في الحب يسبب تغيرات في الطبيعة الجنسية لدى الرجل والمرأة ، فالأشخاص الذين يعيشون حالة حب يكونون أكثر توتراً من غيرهم.
ووجدت دراسة حديثة أن الرجال الذين يعيشون حالة حب تقل لديهم مستويات هرمون التستوستيرون الخاص بالرغبة الجنسية، على عكس السيدات اللواتي يعشن الحالة نفسها، حيث ترتفع لديهن مستويات الهرمون عينه.
واكتشف الباحثون أيضاً أن المحبين تقل لديهم مستويات الهرمونات الخاصة بالهدوء والاتزان النفسي ، وقد يحدث ما يقرب من التشابه الهرمونى ، حيث أن الرجال يصبحون أكثر شبها بالنساء عند المرور بحالة الحب، وكذلك النساء يصبحن أكثر شبها بالرجال عند مرورهن بالحالة نفسها.
ويرتبط هرمون الذكورة الجنسي تستوستيرون بالحركة والنشاط كما أنه يحفز على ممارسة الجنس ، وهذا التغير فى معدل الهرمون قد يكون نتيجة النشاط الجنسي الزائد ، وتعود المستويات الطبيعية للهرمونات بعد فترة من ممارسة الحب.
الزواج كالإدمان
[b]
ومما يفسر بقاء الأزواج معا لمدة طويلة قد تستمر إلى نهاية العمر، توصل مجموعة من العلماء الأمريكيين إلى أن الحب يصل بالأزواج إلى حالة من الإدمان لبعضهما البعض.وخلص العلماء من إجراء أبحاثهم على فئران الحقل، وهي تتزاوج مع نفس الشريك طوال مدة حياتها، أن هناك غدتين في مقدمة الرأس لهما دور أساسي في الشعور بالارتباط وهما نفس الغدد التي تدفع الإنسان إلى الإدمان على المخدرات والجنس والطعام، ومن هنا توصل العلماء إلى أن أن الوقوع في الحب يزيد من إفراز هذه الغدة.
أما فيما يخص مشاعر الحب الخاصة بالأمومة، فبعكس ما قد يتصور من أن الحب والحنان الزائد الذى تمنحه الأم لوليدها يربى أولاداً ضعيفي البنية والشخصية، أكد المحلل النفسانى الن براكونيه فى كتابه الأم و الابن، أنه كلما كانت الأم محبة، زادت فرص الأبن فى أن يكون رجلاً سعيداً.
ويقول المؤلف إن الأم كثيراً ما اتهمت بأن العلاقة الوثيقة بينها و بين ابنها هى المسئولة عن الصعوبات التى يواجهها هذا الأبن، وكذلك صورة الأم التي تفرط فى العناية بأولادها قد فسرها البعض بأنها سلبية، ولكن هذه الاتهامات كما جاء في فصول هذا الكتاب قد جانبها الصواب، حيث أظهرت التجارب أن الحب الذي تمنحه الأم لأولادها يجعلهم أقوياء.
الحب أقوي بين الحيوانات
وفي دلالة على أنه فطرة تسري على جميع المخلوقات، تتجلى مشاعر الحب في عالم الحيوان، لتبهرنا بذلك العالم الذي قد يكون الحب فيه أصدق مما لدى البشر، بل إنه تسري عليه كل مفردات الحب بما فيها من الحب المتصابي، فقد نشر علماء البحار بمركز الحياة البحرية بالسويد قصة إخطبوط عجوز يبلغ من العمر خمس سنوات ويزن حوالي 52 رطل، وقد وقع في غرام أثنى أخطبوط صغيرة السن وجذابة.
ويشير العلماء إلى أن هذا الإخطبوط الذي يعيش في المحيط الهادي قد تغير لونه عندما رآها وقام بضمها بأذرعه الثمانية ثم انسحب الاثنين إلى ركن منعزل ليتعرف كلا منهما على الأخر أكثر، وعندما هربت منه طاردها وضمها مرة أخرى واستمرت بين أذرعه لمدة 8 ساعات.
ويتمنى العلماء أن يكون التزاوج تم في هذه الفترة حيث تغير لون الإخطبوط بعد الانفصال إلى الأبيض ثم الأحمر المضيء.
[b]
وفيما يتعلق بأصغر الطيور الذي يحمل اسم الحب في اسمه، ويتميز بأنه أكثر الحيوانات وفاءً للشريك، أوضح المتخصصون فى علوم الطيور أن أصغر أنواع الببغاوات في العالم الذي يطلق عليه اسم طائر الحب، وقد سمى بهذا الاسم لتعلق الزوج الواحد منه ببعضهما البعض تعلقاً شديداً، فإن فقد أحدهما فلا يمكن تعويضه بسهولة، إذ يرفض الفرد الآخر الارتباط مع غيره، ولطائر.ويعد هذا الطائر من أكثر الطيور الزينة ، فهو يتميز بصغر حجمه و جمال شكله وتنوع ألوانه ونشاطه وحيويته العالية، كما أن طيور الحب مليئة بالطاقة سواء عند تحيتهم لليوم الجديد أو عند بنائهم للعش، كما أن مشاهدتهم و اللعب معهم ممتع للغاية.
أما الكلاب، فهي تفضل حب أصحابها على أي شيء آخر، حيث أكدت دراسة أجراها الاتحاد الألماني لاحتياجات الحيوانات المنزلية "آي في اتش" إن العيش في بيت كبير لا يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للكلاب بقدر شعورها بالحب والرعاية [/b][/b][/b]. | | |